قابل السيدة أناليزا فيديلينو، رئيس بعثة الصندوق إلى لبنان
بقلم: أناليزا فيديلينو
في أول تدوينة ضمن هذه السلسلة الجديدة، تتحدث السيدة أناليزا فيديلينو، المدير المساعد في إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، عن دورها كرئيس لبعثة الصندوق إلى لبنان وتجربتها في تناول أهم قضاياه الاقتصادية الكلية وعملها في الصندوق.
(بلغات أخرىFrançais| English )
لا يزال لبنان تحت التأثير السلبي لسلسلة الصدمات الكبيرة التي أصابت المنطقة. وكانت أهم صدمة في السنوات القليلة الماضية هي أزمة اللاجئين من سوريا – البلد الذي يشترك معه لبنان في معظم حدوده. ويمثل اللاجئون السوريون قرابة الثُلث من سكان لبنان، حيث بلغت أعدادهم مستوى مذهلا تجاوز الآن المليون نسمة. وينطوي هذا التواجد على مغزى كبير، خاصة عند مقارنته بالتدفقات التي توافدت إلى البلدان الأوروبية مؤخرا واحتلت العناوين الرئيسية في العديد من وسائل الإعلام.
ولم تقتصر تبعات هذا التواجد الكبير من اللاجئين على التأثير الذي لحق بالاقتصاد اللبناني، ولكنها أثرت أيضا على النسيج الاجتماعي والمشهد السياسي في البلاد. فقد سجل النمو تراجعا حادا من متوسط 8% في الفترة 2008-2010 إلى حوالي 1% في 2015. وبالإضافة إلى ذلك، تعرضت قطاعات الاقتصاد التقليدية – العقارات والبناء والسياحة – لأضرار كبيرة، ولا سيما في عام 2015. كذلك ترسخت أجواء الجمود السياسي، حيث لا يزال لبنان بدون رئيس منذ قرابة عامين. Continue reading “قابل السيدة أناليزا فيديلينو، رئيس بعثة الصندوق إلى لبنان” »
اليونان: نحو برنامج قابل للتطبيق
بقلم: بول تومسن
(بلغات أخرى English)
بعد النجاح في إنقاذ اليونان من حافة الهاوية في الصيف الماضي ثم تحقيق الاستقرار الاقتصادي، تناقش الآن حكومة ألكسيس تسيبراس مع شركائها الأوروبيين وصندوق النقد الدولي برنامجا شاملا متعدد السنوات يمكن أن يؤَمِّن التعافي الدائم ويصل بالدين إلى مستويات يمكن الاستمرار في تحملها. وفي سياق المناقشاـت، ظهرت بعض المفاهيم الخاطئة عن آراء الصندوق ودوره في هذه العملية، ومن ثم رأيت أنه قد يكون من المفيد توضيحها.
يقال إن الصندوق جعل مشاركته مرهونة بإصلاحات باهظة التكلفة من الناحية الاجتماعية، وخاصة بالنسبة لنظام التقاعد. وهذا غير صحيح. ففي نهاية المطاف، يجب أن تخرج معادلة البرنامج بنتائج صحيحة؛ فمزيج الإصلاحات زائد تخفيف أعباء الديون يجب أن يقدما لنا وللمجتمع الدولي تأكيدات معقولة بأن اليونان ستكون في النهاية قادرة على النهوض بنفسها مع نهاية برنامجها القادم، بعد عقد تقريبا من الاعتماد على مساعدات أوروبا والصندوق. ويستتبع هذا مفاضلة معكوسة بين طموح الإصلاحات وقوة تخفيف أعباء الديون – ويمكننا بالطبع مساندة برنامج يحقق إصلاحات أقل طموحا، ولكن ذلك لا بد أن ينطوي على مزيد من التخفيف لأعباء الديون. Continue reading “اليونان: نحو برنامج قابل للتطبيق” »
تغير المناخ: كيفية التسعير تحت مظلة باريس
بقلم: فيتور غاسبار، مايكل كين، إيان باري
(بلغات أخرى English)
تمثل اتفاقية باريس المعنية بتغير المناخ إنجازا دبلوماسيا تاريخيا. فقد ظن الكثيرون أن حل هذه المشكلة العالمية سيكون بعيد المنال، حيث ينطوي تخفيض الانبعاثات على مزايا عالمية بينما تقع تكاليف تخفيضها على المستوى الوطني، ومن ثم تحول المصلحة الوطنية دون التوصل إلى اتفاق مؤثر. ولكن باريس أثبتت غير ذلك – حيث أوجدت غاية عالمية مشتركة.
وفي صميم هذه الاتفاقية تأتي تعهدات تخفيض الانبعاثات على مستوى البلدان والجداول الزمنية التي قدمها 186 بلدا. وتُرسي الاتفاقية أيضا إجراءات تحديث وتقييم التقدم في الوفاء بهذه الالتزامات الوطنية. وستكون الحكومات تحت ضغط شعبي كبير لتحقيق ما تعهدت به. فكيف يمكن للحكومات أن تضمن التنفيذ؟ نقول في دراستنا الجديدة إن سلامة تسعير الطاقة هو العامل الأساسي.
التسعير الصحيح
طبقا لتقديرات صندوق النقد الدولي، تعبر أسعار الطاقة تعبيرا منقوصا بواقع 5.3 تريليون دولار أمريكي (أو 6.5% من إجمالي الناتج المحلي العالمي) عن التكاليف الحقيقية المترتبة على استخدام طاقة الوقود الأحفوري – أي تكلفة التوريد والضرر الذي يلحقه استهلاك الطاقة بالسكان والبيئة – في عام 2015. ومن هذا التقدير لدعم الطاقة العالمي يمكن أن نستشف حجم التكاليف غير المدرجة في السعر التي يفرضها استهلاك الطاقة على الاقتصاد والبيئة. ولا يرجع إلى الاحترار العالمي إلا 25% تقريبا من تكلفة الدعم العالمي. وتغطي نسبة الدعم المتبقية البالغة 75% الآثار الصحية الناجمة عن تلوث الهواء الخارجي، بالإضافة إلى التسعير المنقوص للآثار الجانبية المحلية للمركبات (كالاختناقات المروية)، وتكاليف توريد الطاقة، وضرائب الاستهلاك العامة. وعلى وجه العموم، تتحقق مزايا الحد من هذه الآثار عن طريق إصلاح أسعار الطاقة في البلد القائم بالإصلاح. والخبر السار هو أن هذا الأمر يعني أيضا وجود مبرر لسلامة تسعير الطاقة على المستوى الوطني من منظور المصلحة الوطنية المجردة.
>
Continue reading “تغير المناخ: كيفية التسعير تحت مظلة باريس” »
كيفية الجمع بين الاستقرار الاقتصادي ورفع مستويات المعيشة فى مصر
بقلم كريس جارفيس
بلغات أخرى (English)
تواجه مصر حالياً ما قد يبدو أنه أهداف اقتصادية متعارضة. فمن ناحية، هناك حاجة ماسة لاستعادة الاستقرار الاقتصادي – بتخفيض عجز الموازنة والدين العام والتضخم، وتكوين قدر كافٍ من احتياطيات النقد الأجنبي. وفي نفس الوقت، لا تزال الحاجة إلى تحسين مستويات المعيشة قائمة منذ وقت طويل – عن طريق زيادة فرص العمل، وتخفيض معدلات الفقر، وتحسين النظامين الصحي والتعليمي - وهي من أهم الأسباب التي نزل من أجلها المصريون إلى الشوارع في عام 2011.
وقد يظن البعض أن الهدفين لا يجتمعان – أي أن الإجراءات اللازمة لتخفيض عجز الموازنة والحسابات الخارجية ستؤثر بالضرورة على الوظائف والنمو. ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح. فهناك سياسات تؤدي إلى تحسين موقف مصر المالي لكنها يمكن أن تساعد فى ذات الوقت على رفع مستويات المعيشة.
Continue reading “كيفية الجمع بين الاستقرار الاقتصادي ورفع مستويات المعيشة فى مصر” »
آراء من المنطقة عن أهم الأولويات الاقتصادية في الشرق الأوسط
بعد أكثر من ثلاث سنوات من بداية التحولات السياسية في بعض بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يدور حوار فى بلدان المنطقة حول الرؤية الاقتصادية لمستقبل تلك البلدان.
ويقدم صندوق النقد الدولي الدعم – الذي لا يقتصر على القروض والمشورة، بل يمتد إلى تيسير النقاش حول هذه القضايا المهمة بين بلدان المنطقة وداخلها. وكانت هذه هي الفكرة وراء المؤتمر الذي نظمه الصندوق بالاشتراك مع الحكومة الأردنية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
وحضر المؤتمر مشاركون من كل بلدان المنطقة، إلى جانب المنظمات الدولية والبلدان المانحة. وتراوح الحاضرون من بلدان المنطقة بين كبار صناع السياسات ورواد الأعمال، ومنظمات المجتمع المدني، والأكاديميين، والشباب. وكان القطاع غير الحكومي يمثل نصف المشاركين البالغ عددهم 300 تقريباً.
وأثمرت الحلقات التطبيقية في اليوم الأول من المؤتمر قدراً كبيراً من المناقشات والاقتراحات. وحرصاً على إتاحة الفرصة للجميع لإبداء الرأي، وضع منظمو المؤتمر آلية للتصويت يستطيع من خلالها كل المشاركين — سواء كانوا وزراء أو شباب — اختيار أولوياتهم الثلاثة الرئيسية. وكانت النتائج على النحو التالي:
Continue reading “آراء من المنطقة عن أهم الأولويات الاقتصادية في الشرق الأوسط” »
بناء المستقبل: الوظائف والنمو والمساواة في العالم العربي
بقلم كريستين لاجارد
في طريق عودتي من عمّان، حيث اختتمنا أعمال مؤتمر حول مستقبل بلدان التحول العربي، أشعر بحماس لما لمسته من روح التفاؤل خلال فعاليات المؤتمر. ففي أعقاب زيارتي إلى المغرب، أتيحت لي فرصة كبيرة خلال اليومين الماضيين لفهم طبيعة مواطني هذه المنطقة الرائعة وما يواجههم من تحديات.
ولم تبدأ زيارتي إلى الأردن في قاعة للمؤتمرات، بل بدأت في معسكر الزعتري للاجئين. ويأوي هذا المعسكر حالياً – وبصفة مؤقتة حسبما نأمل – أكثر من 100 ألف مواطن سوري ممن فروا من الصراع الدامي الدائر في وطنهم. وقد رأيت على أرض الواقع كيف يعيش هؤلاء اللاجئين في ظروف بالغة الصعوبة – وكيف تتضامن المنطقة والمجتمع الدولي في هذا الإطار. فمن دواعي الشعور بالأمل أن نرى كيف أدى كرم الضيافة الأردني والدعم الدؤوب من وكالات الأمم المتحدة وغيرها من منظمات المعونة إلى منع تدهور وضع يتسم أصلاً بالتردي. لكن تبقى الحاجة ماسة لمزيد من المساعدة. ونحن في صندوق النقد الدولي نقوم بدورنا في هذا الشأن، بتقديم الدعم المرن للأردن في هيئة قرض بمبلغ 2.1 مليار دولار.
Continue reading “بناء المستقبل: الوظائف والنمو والمساواة في العالم العربي” »
من الرباط إلى عمّان
بقلم كريستين لاغارد
كانت أول محطة في جولتي هذا الأسبوع لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي المغرب الذي استقبلني بما عرف عنه حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة على مر التاريخ. ويتميز هذا البلد الواقع عند مفترق الطرق بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط بكثير من الصفات التي تبشر بأنه سيكون مركزاً ديناميكياً في المنطقة.
وقد ظل المغرب نموذجاً للاستقرار الاقتصادى رغم التحديات التي تحيط به – الأزمة الاقتصادية في أوروبا، والتحول السياسي في البلدان العربية، وغيرها. ومع ذلك، ظل الاقتصاد المغربي محتفظاً بصلابته، وجاري حالياً تنفيذ بعض الإصلاحات الكبرى.
إلا أنني استمعت مراراً أثناء زيارتي إلى حوارات حول مشكلة البطالة، وخاصة بين الشباب.
فهناك في الوقت الحالي أكثر من 15 مليون عاطل عن العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي ظاهرة تمس المجتمعات في كل بلدان العالم، وخاصة الشباب دون سن الخامسة والعشرين. وفي المغرب كما في معظم البلدان، يصل معدل البطالة بين الشباب إلى 19% وهو ضعف المعدل بين متوسط السكان (9.2%).
وسوف نناقش هذه القضية الصعبة المتعلقة بالبطالة في مؤتمرنا الإقليمي الذي يبدأ اليوم في عمّان. وسوف يضم مؤتمر "بناء المستقبل: الوظائف والنمو والمساواة في العالم العربي" كبار صناع السياسات، وممثلي المجتمع الدولي، والشركاء من القطاع الخاص، والأكاديميين لمناقشة المرحلة التالية من التحول الاقتصادي في البلدان العربية التى تمر بمرحلة تحول سياسى.